أشباه الموصلات في مصر: من التصميم إلى السيادة التكنولوجية
مقدمة
في عصر يتحكم فيه الذكاء الاصطناعي والهواتف الذكية والسيارات الكهربائية، أصبحت أشباه الموصلات أو الرقائق الإلكترونية حجر الأساس للتقدم التكنولوجي. هذا المجال، الذي تسيطر عليه دول مثل الولايات المتحدة وتايوان، يشهد اليوم تحركات نوعية من دول أخرى، من بينها مصر، التي تسعى لبناء قدرات محلية واستراتيجية في هذا القطاع الحيوي.
ما هي أشباه الموصلات؟ ولماذا هي مهمة؟
أشباه الموصلات هي رقائق إلكترونية تتحكم في تدفق الكهرباء، وتُستخدم في كل شيء من الهواتف إلى الأقمار الصناعية. أي خلل في سلسلة توريدها قد يؤدي إلى شلل اقتصادي، كما رأينا خلال أزمة 2020.
لماذا تهتم مصر بهذا المجال الآن؟
- تعزيز السيادة الرقمية.
- استغلال الفرص الاقتصادية في سوق يتجاوز تريليون دولار.
- الاعتماد على الكفاءات المصرية في الهندسة والتصميم.
- مواكبة الثورة الرقمية داخليًا في مجالات النقل والتعليم والطاقة.
مراحل دخول مصر لهذا القطاع
أولًا: التصميم (Design & IP Development)
بدأت شركات مصرية في تصميم الشرائح الإلكترونية دون تصنيعها، وهو الطريق الذي اتبعته دول مثل الهند.
- Si-Ware Systems: شركة تصميم شرائح متقدمة في القاهرة.
- Instabeat: تعمل على شرائح قابلة للارتداء.
- Innovatics: متخصصة في أنظمة التحكم الصناعي.
ثانيًا: التعليم وبناء الكوادر
تم إنشاء تخصصات أكاديمية في جامعات مصرية، بالتعاون مع MIT وEPFL، مع إطلاق مبادرات مثل "رواد التكنولوجيا".
ثالثًا: البحث والتطوير
مراكز مثل مدينة زويل، وجامعة النيل، تعمل على تطوير نماذج أولية للرقائق الطبية والصناعية، بدعم من الحكومة.
رابعًا: خطوات نحو التصنيع
- التغليف والاختبار: وحدة اختبار في بني سويف.
- إنتاج محدود: مصانع مثل SICO بدأت بتجميع لوحات دوائر إلكترونية بسيطة.
تحديات تواجه مصر
- تكلفة عالية لبناء مصانع التصنيع.
- غياب المعدات فائقة الدقة.
- قلة التعاون بين الصناعة والجامعات.
- منافسة عالمية قوية.
كيف تتجاوز مصر هذه التحديات؟
- التركيز على التصميم كبداية ذكية.
- عقد شراكات عالمية استراتيجية.
- تشجيع الاستثمارات المحلية.
- تأسيس صندوق وطني لصناعة الرقائق.
نماذج دول نجحت في المجال
- الهند: بدأت بالتصميم، ثم جذبت الشركات العالمية.
- ماليزيا: ركزت على التغليف والاختبار فقط ونجحت.
- مصر: تتبع المسار نفسه ولكن بخطى متسارعة.
رؤية مستقبلية
إذا استمرت مصر في الاستثمار في التعليم والبحث والدعم الصناعي، فيمكن أن تصبح مركزًا إقليميًا لأشباه الموصلات يخدم أفريقيا والشرق الأوسط.
خاتمة
رحلة مصر في مجال أشباه الموصلات بدأت بالتصميم وستنمو بالتعليم والشراكات والدعم الاستراتيجي. قد يكون الطريق طويلاً، لكن نهايته ستضع "رقاقة مصرية" بين يدي كل مواطن.
تعليقات
إرسال تعليق